[size=18]
[size=21]تخفت الاضاءه .. صوت عالى يوحى بالاختراق .. دخان كثيف يخرج من خلاله العفريت .. ممسكا بكرباج كبير .. يتأملهم .. هم فى حاله من الهرج و الفزع .. يدخل العفريت ـ
عفريت : ياناس حرام عليكم .. انتوا ما عندكوش رحمه .. ما عندكوش إنسانيه .. يعنى الواحد ما يعرفش يتكيّف بالموت فى البلد دى .. كنا عايشين تعبانين وعمالين نقول العدل .. الحريه ..و ننفخ فى قربه مقطوعه .. لغاية ما نفسنا انقطع .. وما صدقنا متنا .. تقوموا انتوا ياعايشين تزعجونا إحنا يا أرواح .
الابن : انت مين .. ولابس كدا ليه ؟ ! .
العفريت : إيه دا ؟ .. لسه فيه حد منكم بيسأل ؟ .. أنا كنت فاكر إنكم بطلتم اسئله من زمان .. وان أنا آخر واحد كان بيسأل وبيدور على إجابه .. اسمع .. ( بآداء مبالغ فيه ) كيف أتت اليك الجرأة لتسأل عنى ؟ .. جاوب .. ألا تعرفنى ؟ .. أنا العفريت .
المجذوب : حى .. مدد .. طست الجعزة .. Pleas.
الصعيدى : السماح من عندك يابيه .
العفريت : اخرس .
الصعيدى : ما انتاش بيه .. السماح يا فندى .. خرست اهو .
بنت البلد : أشتاتا .. اشتوت .. ابعد عنى وفوت .
المتسلطة : يادى التعسف .. حتى العفاريت رجاله .
العفريت : جرى إيه يا وليه؟ .
المتسلطة : وليه .. حاضر .. ياى .. سوفاج .
القهوجى : تشرب إيه يا سعادة العفريت .. أجيبلك فحم قايد .
العفريت : انتوا أكيد مجانين .
الطبيب : أنا الدكتور بتاع كله .. انف وزور وودان وفى الزنقه مسالك بوليه .. واصلح حنفيات .. عايز جلدة .
الفيلسوف : يا غبى .. العفريت لا يحتاج إلى جلده .. ولا جلده .. تركب قيشانى ؟ .
العفريت : كان عندى حق لما جيت .. انتوا محتاجين عمره .
الابن : مفيش حاجة اسمها عفاريت .. ــ يقترب العفريت من الابن مهددا بالكرباج ــ
الأم : ابعد عن ابنى .
العفريت : ابنك .. ياه .. لأ .. وكبرت وفحلت كمان ..أنتى مش عارفانى يا وليه ؟ .. انت مش عارفنى يا ابنى ؟ .. أنا أبوك .
الابن : أبويا فقعنى زمبه ومات .
العفريت : يعنى لازم تفكرنى .. أنا جيت من العالم التانى .. أطمن عليك .. زيارة يعنى .. امسك يا ابنى أنا جايبلك معايا بمب .
الابن : ( بفرح طفولى ) بمب .. أبويا الميت .. أبويا رجع يامه .
الأم : انت محروم يا وله .. هو أى حد يديلك بمب يبقى أبوك .
العفريت : انتى مش فاكرانى ؟ .. أنا جوزك .
الأم : و إيه الأمارة يا حدق ؟ .
العفريت : الأمارة ! .. إيزيس و أوزوريس .. مش فاكره ؟.. لمّا كنت بحكيلك الحدوته كل ليله .. وتسهينى وتنامى .. وصوت مناخيرك يزعج الجيران .. وأنا اطنش خناقاتهم معايا .
الأم : ( متذكره ) ودايما كنت تقولى........... .
العفريت : ( برومانسيه مبالغ فيها ) مناخيرك فيها طاقة إلهام عجيبه .. باستمد منهاالقدره على حكى الحواديت .. انتى إيزيس .. وأنا أوزوريس .. ماتقوليليش ياجوزى .. دلعينى وقوليلى يا أوزى .
الأم : أوزوريس .. اوزى .. إيزيس .. ــ تفكر ــ عارف لو دلعتنى ها اخرب بيتك .. و أتقلب لك ست ( تضحك ) .
العفريت : افتكرتينى ؟ .
الأم: ( تتأمله ) اوزى الحبيب .. و إيه اللى دهولك كدا يا منيل ؟ .
العفريت : أنتي ناسيه إنى ميت ولا إيه ؟ .
الأم : لا .. منسيتش .. و إيه اللى فى أيدك دا .
العفريت : دا .. كرباج .
الأم : ياما جاب الغراب لامه .. شفت يا ابنى .. أبوك ما هنش عليه يرجع بإيده فاضيه .. جابلك بمب وجابلى كرباج .
العفريت : جرى إيه يا وليّه ؟ .. إنتي ها تقطمينى ولاّ إيه ؟ .. ها يبقى و أنا عايش..
و وأنا ميت .. دى موته تقصر العمر .. غورى من وشى .
الأم : انت بتتنرفز عليا .. طيب .. والله لسايبهالك وماشيه .. طلقنى .. طلقنى .
العفريت : طب روحي وأنتى .. ــ للابن ــ ..تعالى سد بؤى بسرعه .
الابن : ( كاتما فم العفريت ) أبويا .. أمى .. وأنا ذنبي إيه ترمونى فى الشارع .. مع القطط و الكلاب و البنى آدميين ينهشوا فيا .
n المجموعه تصدر اصواتا مختلفه و متداخله للحيوانات و تتوجه ناحية الابن --
العفريت : وهو دا اللى خلانى أجيب الكرباج معايا .. فهمتى ؟ .
العفريت : دواير التاريخ لما انطلقت فيها بعد الموت .. شفت حاجات كتير وفهمت حاجات اكتر .. ووصلت لنتيجه واحده .. انه على مر التاريخ أتحول الإنسان لحاكم ومحكوم .. ملك ورعيه .. قائد ومنقادين ..( المجموعه تبدأ فى تجسيد حركى لصور مختلفه من القهر .. يكون السهن فيها هو المسيطر .. و المجموعه هى المسيطر عليها .. و الابن فى حاله تأمل شديد) و بالطريقة دى يتحقق النظام .. و النظام هوّ الطريق الوحيد للعدل .. و الحريه و الوجود .. النظام هو اللى يخليك تقدر تجاوب على اسئله كتيره محيراك .. اسئله بسيطه جدا و صعبه جدا .. خلت مجرد الاجابه عليها .. امنيه نفسى احققها .. امنيه مستحيله .. و النظام هو الحاجه الوحيده اللى ممكن تحققها ..و عشان يتحقق النظام .. لازم الكرباج .
الأم : اشمعنى .
الباقي عين حور 6
[/size]
[/size]